وجهت الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" في تقرير لها، انتقادات لاذعة لنظام قائد الانقلاب المشير عبدالفتاح السيسي، قائلة "إن نظام السيسي لا يكلف نفسه عناء التفريق بين الإرهاب والمعارضة المشروعة، في الوقت الذي يثق بأن القضاة سيحكمون في القضايا الحاسمة وفقا لتصوره، وهو الأمر الذي من شأنه أن يترجم حالات الاستياء المتراكمة عاجلا أم آجلا إلى احتجاجات واسعة".
وتحت عنوان "الانتفاضة المقبلة إنما هي مسألة وقت فقط"، أكد التقرير أن الدولة البوليسية عادت من جديد إلى مصر وأصبح النظام لا يفرق كثيرا بين الإرهاب والمعارضة السياسية المشروعة، وهو أمر لن يسمح به المصريون طويلا.
اليوم تبدو الثورة التي قام بها المصريون في 25 ينايرعام 2011 – بحسب الإذاعة الألمانية- بعيدة كل البعد عن أهدافها والمتمثلة أساسا في: الحرية الشخصية وحرية الإعلام والتعبير والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والعيش الكريم لجميع المواطنين – أي تلك الأهداف التي جلبت للاحتجاجات الجريئة آنذاك تعاطفا كبيرا في مختلف أنحاء العالم. لكن، اليوم تلاشت أجواء التغيير في بلاد الفراعنة. بل على العكس من ذلك، أصبح اليأس والغضب والاستياء هو السائد خصوصا في أوساط الشباب الذين – وبعد نحو أربع سنوات من الفوضى والصراع على السلطة وتعاقب الحكام – فقدوا الأمل في مصر أكثر حداثة وأفضل.
وحسب الإذاعة الألمانية فإن الحرب على الإرهاب في مصر تستخدم مرارا لتبرير سياسات النظام القمعية إزاء كل القوى السياسية التي لا يعجبها أسلوب الحكم الاستبدادي للسيسي. يجب على المجتمع الدولي تدقيق النظر في هذه النقطة وألاّ يسمح لنفسه بأن يصبح شريكا في تلك التجاوزات رغم كل الدعم الضروري الذي تحتاجه مصر. كما يمكن من الآن التنبؤ بأن قانون الإرهاب، الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التطرف بدلا من حماية أفضل من الإرهاب. وفيما يتعلق بأحكام القضاء المصري تقول ""دويتشه فيله" إن السيسي - بخلاف سلفه محمد مرسي- لم يدخل في خلافات مع القضاء، بل بالعكس يشيد علنا وباستمرار باستقلالية هذا الجهاز. ولكنه في الواقع واثق بأن القضاة سيحكمون في القضايا الحاسمة وفقا لتصوره. وهو ما ينطبق على الأحكام ذات الدوافع السياسية التي صدرت في حق صحفيين أو معارضي النظام أو الحكم ببراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك.