كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تصاعد التوترات بين حليفَي الولايات المتحدة في الخليج، السعودية والإمارات، على خلفية تطورات ميدانية في اليمن، حيث حذّرت الرياض أبوظبي من تعريض أمنها للخطر، مؤكدة أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تهديد محتمل.

وبحسب الصحيفة، تمكنت قوات يمنية مدعومة من الإمارات من التفوق على قوات أخرى مدعومة من السعودية، والسيطرة على مناطق حدودية غنية بالطاقة بمحاذاة الأراضي السعودية، ما فاقم حدة التوتر بين الطرفين.

ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين يمنيين أن السعودية عززت وجودها العسكري في المناطق الحدودية خلال الفترة الأخيرة عبر نشر قوات إضافية، الأمر الذي رفع احتمالات اندلاع مواجهة مباشرة مع قوات مدعومة من الإمارات.

ويأتي هذا التصعيد في الخطاب في وقت تجد فيه القوتان الخليجيتان نفسيهما على طرفي نقيض في عدد من الصراعات الإقليمية، من اليمن إلى السودان وسوريا، وذلك رغم محاولات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب استمالتهما في إطار إعادة ترتيب السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

ويمثل هذا الخلاف تحديًا دبلوماسيًا للولايات المتحدة وتعقيدًا غير مرغوب فيه، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى احتواء إيران ودفعها للتخلي عن برنامجها النووي.

ورغم أن السعودية والإمارات لطالما حافظتا على علاقات سلمية، ويُعدّان شريكين أمنيين رئيسيين للولايات المتحدة، فإن التوترات بينهما ظلت كامنة وتطفو على السطح بين الحين والآخر.

وكان رئيس الدولة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يُنظر إليه سابقًا بوصفه مرشدًا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت خلافات متزايدة بين الزعيمين حول من يقود دفة النفوذ في الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة.

وشنت قوات التحالف ‌الذي تقوده ⁠السعودية في اليمن، هجوما على ميناء المكلا في محافظة حضرموت.

وفجر الثلاثاء، قال التحالف ⁠إن شحنة قادمة من ميناء الفجيرة في الإمارات إلى ‍ميناء المكلا كانت بها حاويات ‍محملة ⁠بأسلحة وذخائر.

جاء ذلك ردا على بيان نفت فيه الإمارات وجود أي أسلحة في الشحنة، مؤكدا ‌أنها كانت متوجهة إلى القوات الإماراتية.

وأفاد التحالف بأنه ‌يملك معلومات تفيد بأن ‌هذه الأسلحة ⁠كانت ستنقل وستوزع على مناطق في حضرموت باليمن.

وتأتي الأزمة بعد التقدم الذي حققه المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في جنوبي اليمن في أوائل الشهر الجاري.

يذكر أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن رشاد العليمي أعلن إلغاء اتفاقية الدفاع المشتركة مع الإمارات ضمن قرار نص على خروج كافة قواتها من اليمن خلال 24 ساعة.

في حين اتهمت وزارة الخارجية السعودية، عبر بيان، الإمارات بدفع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي -الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله- لتنفيذ عمليات عسكرية على الحدود الجنوبية للمملكة في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن.

وشددت السعودية على أن أمنها الوطني خط أحمر، وأنها ستتخذ كافة الإجراءات لمواجهة أي تهديد يتعرض له، خاصة على حدودها الجنوبية.

لكن وزارة الخارجية الإماراتية نفت ما قالت إنها "ادعاءات" بشأن توجيهها طرفا يمنيا لتنفيذ عمليات عسكرية تمس أمن السعودية، مشددة على حرصها على أمن المملكة.

وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية "إنهاء مهام ما تبقى من فرقها لمكافحة الإرهاب في اليمن".

لكن السعودية عادت وطالبت الإمارات بالانسحاب من اليمن خلال 24 ساعة، وذلك في بيان صادر عن مجلس الوزراء.