قالت صحيفة "واي نت" الإسرائيلية، اليوم الأحد، إن أبوظبي امتنعت عن التوقيع على البيان العربي الإسلامي الذي أدان قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بـ"أرض الصومال، حفاظاً على مصالحها في منطقة خليج عدن.
ومنذ إعلان الاحتلال الإسرائيلي اعترافه بأرض الصومال يوم الجمعة، اجتاحت موجة من الإدانات العالم العربي والإسلامي، حيث وقعت 21 دولة، أبرزها السعودية ومصر والأردن وتركيا وإيران، على بيان مشترك يدين القرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين الدول التي لم تدن الاحتلال بشكل ملحوظ، دولة الإمارات التي وقعت على اتفاقية تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في 2020.
وبحسب الصحيفة، لم يكن هذا الامتناع من قبيل المصادفة، إذ أشارت تقارير في السنوات الأخيرة إلى أن أبوظبي تعمل على تطوير علاقاتها مع أرض الصومال، رغم أنها لم تعترف بها رسمياً كدولة.
وتدير أبوظبي قاعدة عسكرية في مدينة بربرة الساحلية على خليج عدن. وفي عام 2017، وافق برلمان أرض الصومال على إنشاء القاعدة. ومنذ ذلك الحين، ووفقاً لتقارير دولية، ساهمت القاعدة في دعم عمليات أبوظبي في اليمن. تقع بربرة على بعد حوالي 250 كيلومتراً (155 ميلاً) جنوب اليمن، مما يمنح الوجود الإماراتي فيها أهمية استراتيجية بالغة، وفقاً للصحيفة.
وبحسب التقارير، تضم القاعدة مدرجاً، بالإضافة إلى ميناء للمياه العميقة قيد الإنشاء. يبلغ طول مدرج بربرة حوالي أربعة كيلومترات (2.5 ميل)، مما يسمح بهبوط الطائرات الثقيلة والطائرات المقاتلة. تُظهر صور الأقمار الصناعية على خرائط جوجل حظائر طائرات ومواقفها وملاجئ محصنة بالقرب من المدرج.
نهج مزدوج
تضيف الصحيفة أن الإمارات تتبع نهجاً مزدوجاً؛ ففي أغسطس، التقى وزير الدولة للشؤون الخارجية، شخبوط بن نهيان، بالرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لبحث سبل توسيع التعاون بين البلدين، وزار العاصمة الصومالية مقديشو.
وفي مارس، زار الرئيس الصومالي الإمارات والتقى بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة. وناقش الجانبان، وفقاً لبيانات رسمية، "سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، ولا سيما الجهود المبذولة لتحقيق التنمية والاستقرار في الصومال".
قال مسؤول سياسي إسرائيلي: "إنهم جميعاً يتظاهرون بالاستقامة فيما يتعلق بفلسطين وجهود الاعتراف بدولة فلسطينية. هنا، عندما تنشأ دولة من رحم الإرهاب، ومن رغبة في إبادة شعب آخر، فإنهم يعترضون". وأضاف المسؤول: "لكن الاعتراف بالفلسطينيين الذين يسعون إلى تدمير إسرائيل أمر مقبول".
ورداً على سؤال حول ما يكمن وراء اعتراف إسرائيل بأرض الصومال، قال المسؤول نفسه: "انظروا إلى الموقع الاستراتيجي لأرض الصومال وستفهمون كل شيء".
في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية جدعون ساعر يوم السبت أن رئيس أرض الصومال زار "إسرائيل" سراً الصيف الماضي والتقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية ساعر، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ومدير الموساد ديفيد بارنيا. كما نشر ساعر صورة له مع الرئيس.
خرجت حشود غفيرة إلى شوارع أرض الصومال حاملة الأعلام الإسرائيلية ومطلقة الألعاب النارية بعد الاعتراف بها.
في إطار ردود الفعل المتزايدة، طلبت الصومال عقد اجتماع عاجل في مجلس الأمن الدولي لمناقشة اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بأرض الصومال. ومن المقرر عقد الاجتماع يوم غدٍ الاثنين الساعة الثالثة مساءً. وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون: "لن تثنينا النقاشات السياسية التي تسعى إلى تقويض القرارات السيادية. سنواصل التعاون مع أي طرف يساهم في الاستقرار الإقليمي".
ومساء أمس السبت، انضم إلى موجة الإدانات بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية الأردن ومصر والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والكويت وليبيا وجزر المالديف ونيجيريا وعُمان وباكستان والسلطة الفلسطينية وقطر والمملكة العربية السعودية والصومال والسودان وتركيا واليمن.
وترى الصحيفة أنه على غرار "إسرائيل"، تُولي الولايات المتحدة اهتماماً بالغاً بأرض الصومال نظراً لساحلها الممتد وموقعها الاستراتيجي في القرن الأفريقي، بما في ذلك ميناء بربرة، الذي يقع على بُعد حوالي 250 كيلومتراً جنوب اليمن، والذي يُعدّ شرياناً حيوياً للتجارة الإقليمية. كما تقع بأرض الصومال بالقرب من مضيق باب المندب، وهو ممر ملاحي عالمي رئيسي يمر عبره ما يُقدّر بنحو 12% من التجارة العالمية.