بالعجمي الفصيح
يقول ترمب إنه «يريد صناعة صلب وصناعة ألمنيوم من أجل الدفاع الوطني، ولا نرغب بشراء الصلب من بلاد نتقاتل معها»، لذا استثنى المكسيك وكندا من الزيادة، وأعلن عن مرونة في تغيير الرسوم على بعض الدول، ولعل هذا هو مدخل دول الخليج لتجاوز هذه الزيادة، فصادرات الإمارات من الألمنيوم لأميركا تصل إلى 1.2 مليار دولار، أما البحرين فتصل صادراتها لأميركا حوالي 0.9 مليار دولار، فالألمنيوم مثّل 61 % من كل السلع المصدرة من البحرين إلى الولايات المتحدة في عام 2017، ومن المؤكد أن خسائر ستلحق بهما جراء فرض الرسوم، كما يجب أن تكون لكل دول الخليج وقفة صلبة رافضة لمثل هذه الرسوم، التي ليس معناها ارتفاع أسعار الأسلحة الأميركية التي نحن أكبر مستورديها فحسب، بل إن فرض الرسوم سيقلص التجارة العالمية، ويقود إلى تراجع النمو العالمي، ومن تبعات ذلك تراجع الطلب على الطاقة من الخليج.;
حزام الصدأ يلتف حول الخليج
في جزء من نظرية الفوضى «Chaos Theory» يصف إدوارد لورنز تأثير الفراشة «The Butterfly Effect» التي تنص على أن رفة جناحي فراشة في تكساس قد تحدث أمواجاً في بحر الصين، وقبل أسبوعين وقف الرئيس ترمب في ضاحية لبيتسبرج الواقعة في حزام الصدأ «Rust Belt» أو المنطقة الواقعة أسفل البحيرات العظمى، وولايات وسط الغرب، حيث المصانع المصابة بالتراجع الاقتصادي، وانخفاض أعداد السكان، والاضمحلال الحضري وإغلاق المصانع منذ الثمانينيات، وقف ترمب في المكان الذي كان حاسماً في فوزه في الانتخابات الرئاسية، ليعلن -إرضاء لناخبي الحزام- فرض رسوم الاستيراد بنسبة 25 % على الصلب و10 % على الألمنيوم، ليعيد الحياة لمصانعهم، ولعل أكثر ما يستحق التقييم والمتابعة في هذا الخبر، ما كتبه ماركوس وايزجيربر في مجلة «Defense one» 12 مارس 2018، ووضح مدى اعتماد الصناعة العسكرية الأميركية على الحديد والصلب والألمنيوم المستورد، فرئيس شركة لوكهيد يذهب إلى عدم التأثر حتى 2020، فقد أقامت الشركة سلسلة معقدة من التوريدات لتزويدهم بحاجتهم من دول صديقة، أما مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»C.S.I.S» فيرفض إظهار حجم اعتماد الصناعات العسكرية الأميركية على المعادن المستوردة، ويكابر وزير الدفاع جيمس ماتيس بالقول: لا نعتقد بتأثر صناعة السلاح، لكن الحقيقة تأتي من منظمة صناعات الفضاء «AIA» التي عارضت القرار، وقالت إننا نوظف 4.5 مليون شخص مهددين بالطرد، ونوفر فائضاً 86 مليون دولار مهددة بالتوقف، فطائراتF-35 تعتمد على التيتانيوم والألمنيوم، أما بقية الطائرات كطائرات النقلC-130 والمقاتلة F-16، فكلها تعتمد على الألمنيوم، أما الصلب فتعتمد عليه بقية الأسلحة، والمفارقة الأولى في تقرير وايزجيربر، أنه ضم طائرات تباع لدول الخليج، وربما يتم استيراد مزيد منها لرفض واشنطن بيعنا طائرات الجيل الخامس مثل F-35، أما المفارقة الثانية فهي أن معهد ستوكهولم الدولي «سيبري» أفاد أن الفترة بين العامين 2013 و2017 شهدت زيادة بأكثر من الضعف في استيراد السلاح في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها دول الخليج، أما المفارقة الثالثة فهي أن القرار قوبل بردود أفعال غاضبة من قبل الاتحاد الأوروبي واليابان والصين، مع غياب ردود الفعل الخليجية بنفس النبرة، ربما لكون هذه الإجراءات موجهة لغيرنا، وربما للحرص على تجنب انتقاد حليف استراتيجي كواشنطن.